الوعظ بالناموس
ونرى هذا أيضًا في تكوين 18، حيث يعمل إبراهيم في دور الشفيع أو الكاهن، فيصلي من أجل مدينة سدوم ويقول، "يا رب هل ستمسح، أو تمحو البار مع الشرير؟ لا يمكنك فعل هذا. فأنت إله بار وعادل، لا يمكن أن تفعل هذا". وسأله، "هل ستعفو عن مدينة سدوم إن وجدت بها خمسون بارًا؟" ويجيب الله: "نعم." ثم يقول "خمسة وأربعون، أو أربعون، أو ثلاثون، أو عشرون، أو عشرة؟" ولكل سؤال، يجيب الله: "سأعفو عن مدينة سدوم لأجل عشرة أبرار". وقصة تكوين 18 تنتهي هنا نوعًا ما. ومرة أخرى، نجد أن هذه القصة غير كاملة، لأن إبراهيم علم أنه لا يوجد من هو بار بشكل كاف، فهو لم يقدر حتى أن يجد عشرة أبرار. ولكن إن كان إبراهيم قد سأل، "وماذا لو وُجد خمسة أبرار، هل ستعفو عن المدينة؟" لكان جواب الله "نعم". "وماذا عن ثلاثة؟" "نعم". "وماذا ستفعل إن وجدت بارًا واحدًا، هل ستعفو عن المدينة؟" كان الله سيجيب، "نعم". وبالتالي، مرة أخرى، فحتى في هذا الموقف، فإن دافع القصة هو البحث عن شخص يكون هو هذا البار الذي يقدر أن يوفي المتطلبات الكاملة والمقدسة لعهد الله وناموسه، والذي لا يُسحق تحت ثقل الناموس عنا ككاسري العهد، ولكن شخص يكون هو حافظ العهد، شخص بار واحد يقدر أن يفعل هذا.
كما أننا نرى هذا أيضًا في تكوين 24 حيث يوجد إقرار بالعهد، حيث يأتي بكتاب العهد لبني إسرائيل ويقول: "ها هو كتاب الناموس. هل ستطيعون هذا؟ ما الذي ستفعلونه؟" وشعب إسرائيل في تلك اللحظة –وهذا بعد خروج 17، وبعد التوهان في البرية، وكل التمرد- يقول، "سنتبع، سنطيع. سنطيعه كله". وهل يقول موسى بذهول، "يا لكم من شعب بار؟ إن هذه المأمورية ستكون أسهل وظيفة رعائية تشهدها البشرية"؟ كلا. فماذا يفعل؟ يرش الدم على الشعب، بدون تردد. لماذا؟ لأنه علم أنه بالرغم من أنهم يعلنون هذا، إلا أنهم لا يملكون القدرة على إطاعة ناموس الله بشكل كامل. لذا، فإننا نحتاج لشخص آت، هذا الشخص الواحد البار الذي سيستقبل الناموس، وسيتممه، وسيطيع الناموس بشكل كامل، وطاعته الفعالة ستصل لنا بعد ذلك، أو ستُنسب لحسابنا، بالرغم من أننا كاسري العهد، حتى أننا نصبح، قانونيًا، حافظي العهد بسبب هذه الطاعة التي حفظت العهد لهذا الشخص البار الواحد الذي أتى.